المغرب يضاعف إنفاقه على الدفاع ويقرب المسافات مع إسبانيا
سعيد المهيني
افاد موقع El debate ان عملية إعادة تسليح المغرب تقدمت في السنوات الأخيرة بوتيرة متزايدة. وبدعم من الولايات المتحدة ، وبدرجة أقل من إسرائيل (الدولة التي أقامت الرباط معها علاقات دبلوماسية في ديسمبر 2020)، فإنها تستجيب لحاجة واضحة للتحديث في مواجهة المشهد الجيوستراتيجي الحالي. وبهذا المعنى، فإن المغرب ليس استثناءً من الاتجاه العام في بيئتنا. والفارق الرئيسي هنا هو أنها عملية متسارعة ، مدفوعة بالطموح إلى تعزيز نفوذها في المغرب العربي ـ الذي يشكل برميل بارود غير مستقر على نحو متزايد ـ وتعزيز قوتها في مواجهة جارتها الجزائر ، منافستها الكبرى التي ترعاها روسيا. في الواقع، تشير التقديرات إلى أن الجزائريين رفعوا ميزانيتهم العسكرية إلى 23 مليار يورو، مقارنة بـ 20 مليار يورو الحالية.
وأضاف نفس الموقع أن عملية إعادة التسلح هذه تؤثر بشكل غير مباشر على إسبانيا ، على الأقل في الوقت الحالي. ورغم أن ميزان القوى لم يتغير في الوقت الحالي ، إلا أن موقف المغرب لا يزال يكتسب وزنا خاصا.
واشار ان الميزانية الرسمية المغربية لسنة 2025 تضمنت زيادة قوية بنسبة 7.25 بالمئة في الإنفاق الدفاعي، ليرتفع إلى 133 مليار درهم (حوالي 12.3 مليار أورو ). وفي 2024 تم تحديدها بـ 124 مليار درهم (حوالي 11,5 مليار يورو). جاء ذلك في الميزانيات التي قدمتها وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، نهاية أكتوبر الماضي أمام البرلمان المغربي ، حسبما أفادت عدة وكالات دولية…
مبرزا ان الإنفاق الدفاعي يشمل ما يقرب من 53.000 مليون درهم (4.900 مليون أورو) لإدارة الدفاع الوطني (45.356 مليونًا للأفراد -4.200 مليون أورو- و7.632 مليونًا للمواد -707 مليون أورو-).
واكد الموقع ان إسبانيا زادت استثماراتها في مجال الدفاع بأكثر من 62% منذ عام 2018. وفي السنوات الخمس الماضية، تم الترويج للبرامج الإستراتيجية مثل الفرقاطات الذكية من طراز F-110، والغواصات الأربع الجديدة من فئة S-80 ، والمركبة القتالية ذات العجلات (VCR). ) 8×8 Dragon ، نظام إطلاق الصواريخ عالي الحركة ( SILAM )، بناء سفينتين هيدروغرافيتين ( BAM-IS )، طائرة تدريب للكمبيوتر الشخصي بيلاتوس-21 أو مروحيات NH-90 الجديدة .
حيث قامت شركة الاستشارات PwC بإعداد تقرير بعنوان “الأثر الاقتصادي والاجتماعي لصناعة الدفاع والأمن والملاحة الجوية والفضاء” لـ TEDAE، والذي تم تقديمه في منتصف نوفمبر في مدريد. وبحسب هذا التقرير الذي يتضمن أرقام عام 2023، حققت هذه الصناعات الأربع رقم أعمال مشترك قدره 13.9 مليار يورو ، بزيادة 15% عن عام 2022.
تطور الموازنة النهائية لوزارة الدفاع
ويعد اقتناء وصيانة المعدات العسكرية فصلا مهما، ومن المقرر شراء وإصلاح المعدات للقوات المسلحة الملكية، بما في ذلك الطائرات والدبابات القتالية وأنظمة الدفاع الجوي. وبهذا المعنى، أفادت صحيفة “إل ديباتي” عن موافقة وزارة خارجية أمريكا الشمالية على عمليتين مهمتين. أولاً، صواريخ جو-جو متطورة متوسطة المدى والمعدات ذات الصلة بتكلفة تقدر بـ 88.37 مليون دولار. وسيكون المقاول الرئيسي هو شركة RTX، ومقرها في توكسون، أريزونا. ثانياً، القنابل ذات القطر الصغير GBU-39B (SDB-I) والمعدات ذات الصلة بتكلفة تقدر بـ 86 مليون دولار. وسيكون المقاول الرئيسي هو شركة بوينغ، ومقرها في سانت لويس بولاية ميسوري.
ومنذ 2019، زاد المغرب بشكل كبير إنفاقه الدفاعي، من 96,7 مليار درهم (8,9 مليار أورو) في 2019 إلى 115,5 مليار في 2022 (10,7 مليار أورو)، و124,7 مليار في 2024 (11,5 مليار أورو)، و133 مليارا في 2025. (12.3 مليار يورو).
وخلص موقع El debate ان المغرب يعمل أيضًا على تعزيز صناعته الدفاعية. وينظم القانون رقم 10-20، الذي تمت الموافقة عليه عام 2021، صناعة الأسلحة في البلاد ويسعى إلى جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع. في عام 2024، دشن المغرب منطقتين صناعيتين متخصصتين في مجال الدفاع ، مع تحفيزات ضريبية للشركات الوطنية والدولية….