جريدة ورقية إلكترونية تهتم بأخبار المغرب

أحلام خاطئة

بقلم الاستاذ نور الدين الجعباق

وسط الغرفة رقم ثمانية أعيش حالة من التوتر والانتظار منذ بداية الموسم ، ربما سيستمر الى السنة المقبلة ، لكن شيئا غير مؤكد حتى هذه الساعة، خصوصا مع الغياب التام للتواصل بيني وبين ما بحولي. ليظل الانتظار هو العنوان الأبرز في حياتي .
بقيت طيلة مدة أفكر في حيرة قبل أن أتخذ أي قرار حتى أعشق المستقبل، كانت هناك مناقشات وضغوطات من كل جانب، وكنت متأكدا أنه ستكون هناك كلمة ستنهي كل شيء في قرار لم يطل سوى ثواني جد قليلة. لا أنكر أنني كنت أتحايل أحيانا لأستطلع الأمر ، حاولت تفجير السر المتواجد بداخلي ، غير أني لم أقدر على ذلك ، خصوصا أن كل أحلامي كانت ضائعة.
أجلس وحدي أفكر وأقرر حتى أنه طلب مني أن أكون أنا هو أنا وسط الزوبعة، بقيت مدة طويلة في التردد حتى سكن بداخلي كابوسا أحلم به كل يوم ، كان عبارة عن قدوم رجل غامض ، يحطم قواي حتى أنني لم أستطع مقاومته ، يخنقني بالشدة عند قدومه، و يتركني منهارا في جسد منكمش وأطراف باردة، قبل مغادرته.
أموت ألف مرة ومرة بذلك الخناق ، أحيانا أبكي بدموع صامتة حاملة قصص حزينة ، فما ذنبي حتى أصاب بهذا التوتر.
قيل لي أن الحياة لم تنصفني ولو من بعيد، أرهقني التفكير واضطررت أن أرمي أماني في البحر، وأبني من جديد مستقبلي في الخيال.
واليوم ضاعت أحلامي ، حتى أنني لم أستطع التعرف عليها كما يجب ، سنوات وهي تعيش معي، واليوم التقى خيالي بخيالها ، ليرتفعا إلى السماء، تضم عينيها وقائع ، لم يظهر منها سوى ما نشر في الصحف.
كانت تبدو صورتها هادئة وهي واقفة أمامي ، تستعرض قصتها عندما ألقي برأسي على الوسادة، تريد أن تقول شيئا ، لم يدل على حزنها سوى ثوبها الأسود ، كأنها تبحث عن شيء وسط الظلام.
أحسست بأنني سأبتعد عنها، وأترك قلبها في فراغ كبير، تريد أن تريح نفسها معي ، كانت المشكلة الوحيدة عنها هي أنها لم تجد رجلا يتولى أمرها ويعول أسرتها ، تخاف أن تظل أرملة، بعد أن سمع عويلها الذي كان أقوى من صلد الحجارة.
لا علم لي بما يحدث، حتى الغريب الذي كان يساندني في كل محنة أصبح من الماضي ، كنت أجده بقربي أفضل من ألف قريب، حاولت التعامل مع الأمر ببرودة وبطريقة جافة. مما جعلني أختفي عن الأنظار حتى لا يشاركني في خيالي .
اعتبرت أنها محطة عابرة أستأنس بها مدة معينة، غير أن قدري كان هناك، أدخلني عالما آخر دون أن أدري ، كان في البداية عبارة عن التحدي متشبعا بنزعة التمرد.
عدت وأنا أحلم بالحرية وبالتغير كنت أريد أن أراه في العالم، كما يحلم الكثير لكني استسلمت للأقدار وتتهاوى الأحلام وتسقط أمام رياح الواقع. لم يسعفني الحظ مرة أخرى لتحقق حلمي .سوف أنتظر وأنتظر … أي جبروت وأي عناد هذا ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.