جماعة_تطوان_الثقافية يورشاليم_الصغرى … بنت_غرناطة …
انس اليملاحي…
في مدينة تطوان، (المسلمون واليهود والنصارى)، تاريخ طويل من التعايش السلمي، تلاقح حضارات ، جامع الكبير … البيعة اليهودية … الكنيسة …
عرفت مدينة تطوان منذ القدم تواجد طوائف دينية متعددة، الطائفة اليهودية التي توجد بحي الملاح، بحيث عاش اليهود بجوار المسلمين بهذه المدينة منذ هجرة الأندلسيين الى تطوان، فساهموا مع المسلمين في بناء المدينة وتقوية اقتصادها ومركزها، كما يوجد بمدينة تطوان مقابر لليهود و المسيحيين على مرمى حجر من المقبرة الإسلامية بتطوان.
يهود تطوان وصلوا مع الأندلسيين العرب عندما أعادوا بناء المدينة في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر، هناك مظاهر عدة مشتركة بين المسلمون واليهود في تطوان، اهمها التعايش، حيث كان اليهود يوزعون الفطيرة على المسلمين في عيد الفصح اليهودي ويتقاسمون معهم الطعام، وفي المقابل، كان المسلمون يهنّئون اليهود في عيد ميمونة، حيث يدخلون إلى الملاح ويقدمون التهاني لهم، كما كان اليهود يؤدون الصدقة يوم الخميس، على غرار الصدقة التي يؤديها المسلمون يوم الجمعة، وذلك في إطار التلاحم بين الطرفين.
وكان لممثلي الطائفة اليهودية نفوذ روحي واجتماعي، ويتمتعون بمكانة اجتماعية كبيرة، والتي مازالت لحد الان رغم القلة القليلة من اليهود الذين مازالوا يعيشون في تطوان .
ومازال لحد الان مجموعة كبيرة من يهود تطوان والذين هاجروا إلى مدريد ومدن أوروبية أخرى، وإلى كندا وأمريكا اللاتينية، يزورون تطوان كل عام ويذهبون الى ضريح قديس في المقبرة اليهودية بالمدينة، والى المتحف اليهودي الواقع بحي الملاح .
اما كنيسة سيدة الإنتصارات بساحة مولاي المهدي” بلاثا بريمو دي ربييرا” فقد شيدت سنة 1929 من قبل المهندس العسكري المعماري الاسباني “كارلوس أوفييلو” ، وكانت أول كنيسة تشيد بتطوان هي الكنيسة الكاثوليكية التي توجد بالفدان حاليا، و هي جزء من القصر الملكي و قد تحولت فيما بعد الى مقر للمقيم العام الإسباني زمن الحماية، و بعد ذالك أصبحت سفارة اسبانية بعد الإستقلال، وجاءت بعد ذلك الكنيسة التي توجد بالمستشفى العسكري الإسباني بالإضافة الى الكنيسة التي أصبحت الآن مسجدا بحي باريو مالقا و مازال الناس يطلقون عليها اسم مسجد الكليسيا اي مسجد الكنيسة.
هكذا عاشت تطوان مدينة التعايش والسلام بين كافة الطوائف و الأديان ، ومازالت الى الان منارة تشع نورا على نور .