ساكنة مخيمات تندوف أمام خيار واحد لا ثاني له؛ و هو القبول بالحكم الذاتي
سرَّب بعض معاوني المبعوث الأممي “دي ميستورا” للإعلام الأمريكي و الفرنسي بعض معطيات زيارته الأخيرة إلى الجزائر، حيث أبلغ “عطّاف” عند لقائه، بأن حل قضية الصحراء مستعصى، وأن ساكنة مخيمات تندوف أمام خيار واحد لا ثاني له؛ و هو القبول بالحكم الذاتي.
و أضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية بمعية أصدقائها، تسعى جديا لإغلاق هذا الملف نهائيا بفرض الحكم الذاتي على كل الأطراف، و زاد “دي ميستورا” بأن الرباط وضعت مهلة لقبول البوليساريو بهذا المقترح و هي تدرس – في حال انتهاء المهلة دون استجابة – خيار التراجع عنه نهائيا، في ظل ما أسمته بسيطرتها المطلقة على الصحراء الغربية و توالي الاعترافات بسيادتها على الإقليم، و أن الرباط أبلغت الأمم المتحدة و دول مجلس الأمن و الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و روسيا، كونها خصصت منطقة لگويرة لإسكان العائدين من مخيمات اللجوء بتندوف الذين سيختارون العيش تحت حكم و علم المملكة المغربية.
و يبدو أن جل هذه التسريبات تمة قصد من طرحها للنقاش في هذا التوقيت، بعدما تداولت عدة حسابات موريتانية صورا للجرَّافات التي توغلت بأزيد من كيلومتر في عمق منطقة لگويرة، و تباشر عمليات تجهيز العديد من المساحات عن طريق ربطها بالكهرباء و الماء و الصرف الصحي و تحويلها إلى مناطق قابلة للتعمير، و هي التسريبات التي تحاول البوليساريو التشويش على مصداقيتها من خلال دفع أبواقها الإعلامية و بعض المستفيدين من كعكة الدعم الذي ترصده للجبهة الداخلية، إلى الترويج بأن المغرب يعيش في أسوء حالاته على جميع الأصعدة و أن قضية الصحراء ما فتئت تحقق الانتصار تلو الآخر، سياسيا وعسكريا، و بأن الأمين الأممي، “انطونيو غوتيريس” استدعى “ابراهيم غالي” إلى مقر الأمم المتحدة بنيويورك ، ليبلغه بأن المغرب يقترح وقف إطلاق النار، نتيجة استنزاف قوة الجيش المغربي بسبب الهجمات المتكررة واليومية للبوليساريو.
و الحقيقة المرة، أن استدعاء الأمين العام الأممي لـ“إبراهيم غالي”، كان لأجل إبلاغه أن الحل الوحيد و الأخير لملف الصحراء الغربية، في ظل الظروف الدولية الراهنة، هو القبول بالحكم الذاتي، و بأن الجزائر أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية – عبر مساعد نائب وزير الخارجية “جوشوا هاريس”- عدم معارضتها لهذا الحل في حال قبول البوليساريو به، و طالبت باستشارة البوليساريو، و اشترطت الولايات المتحدة الأمريكية أن يلتقي زعيم البوليساريو مع الأمين العام في نيويورك، بعيدا عن الضغوطات الجزائرية.
هذه التطورات جاءت بعدما وصف “دي ميستورا” الموقف الجزائري بعدم الواضح و المظلم، و أبلغ “عطّاف” أن الركن الوحيد الذي يقف حجر عثرة أمام جهود الوساطة الدولية هو موقف قصر المرادية، و أن جميع الأطراف تبدو متصالحة مع الحكم الذاتي بما فيها البوليساريو الذي التقى به سابقا، و أن خوف اللاجئين من النظام الجزائري و قيادة البوليساريو هو الذي يجعلهم يجاهرون برفض الحل، و ختم المصدر بأن “دي ميستورا” أبلغ الجزائر بأن مجلس الأمن يعتبر أن عبارة ” تقرير المصير” لا ترتبط فقط بالاستفتاء الذي تبين استحالة حصوله، و بل تعني أيضا الحكم الذاتي.
منقول