المغرب في أفريقيا: سياسة خارجية قائمة على الاحترام والتعاون
سعيد المهيني
يبرز المغرب كقوة ناشئة في أفريقيا، ليس فقط بسبب موقعه الجغرافي الاستراتيجي، ولكن أيضا بسبب نهجه الفريد في العلاقات الدولية. وفي عالم تُمارس فيه السلطة في كثير من الأحيان من خلال الأجندات الإمبريالية وسياسات النفوذ القمعية، اختار المغرب مسارًا مختلفًا، يتميز بالاحترام المتبادل والتعاون حسب ما اشارت إليه موقع Infomarruecos…
ويكشف الدور الحالي للمغرب في إفريقيا عن سياسة خارجية تتميز بالتزامها باحترام سيادة وخصوصية كل دولة إفريقية. وترتكز هذه السياسة، التي صيغت على مدى عقود، على الاعتراف بالتنوع الثقافي والسياسي للقارة، وتجنب فرض أجندات خارجية وتعزيز علاقات المساواة والمنفعة المتبادلة.
واضاف نفس الموقع انه من الجوانب الأساسية لهذه السياسة دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس كزعيم روحي ومرشد أخلاقي. ويتجاوز نفوذها حدود البلاد، حيث تعمل بمثابة جسر لمزيد من التفاهم والتعاون بين المغرب والبلدان الأفريقية الأخرى. وقد ساهم نهجه العملي والتزامه بالحوار في بناء علاقات قوية ودائمة في جميع أنحاء المنطقة.
مبرزا أن التصريح الأخير لمحلل سياسي يسلط الضوء على رأس المال التعاطفي الذي راكمه المغرب على المستوى الدولي. وينعكس رأس المال هذا في الثقة والسمعة الإيجابية التي تمكنت الدولة من زراعتها بين القادة والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. ولا تقوم هذه السمعة على القوة العسكرية أو الإكراه، بل على قيم الاحترام والضيافة والانفتاح على الآخرين.
وخلص إلى أنه من الأمثلة الملموسة على سياسة الانفتاح والتعاون هذه برنامج المنح الدراسية الذي يقدمه المغرب للطلاب الأفارقة. تتاح الفرصة لآلاف الشباب من جميع أنحاء إفريقيا للدراسة في المؤسسات المغربية، مما يساهم ليس فقط في التنمية الفردية للطلاب، ولكن أيضا في تعزيز الروابط التعليمية والثقافية في جميع أنحاء المنطقة.
ويثبت المغرب أن السياسة الخارجية القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون من الممكن أن تكون ليس فعالة فحسب، بل مفيدة أيضا لجميع الأطراف المعنية. وفي عالم مترابط بشكل متزايد، يضع المغرب نفسه كنموذج للقيادة المسؤولة الملتزمة برفاهية وتقدم أفريقيا ككل.