جريدة ورقية إلكترونية تهتم بأخبار المغرب

رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري في افتتاح الدورة 28 لمهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط : تطوان شكلت على مدى عقود الريادة الوطنية في إشاعة الثقافة السينمائية محليا ووطنيا ودوليا


افتتحت ، مساء يوم  أمس الجمعة 03 مارس الجاري ،بقاعة مسرح إسبانيول، فعاليات الدورة ال28 لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، المنظم الى غاية 17 من يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتميز حفل افتتاح المهرجان ، الذي تنظمه مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وعمالة تطوان ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة وجماعة تطوان وشركاء آخرين، بتكريم كل من المخرج المغربي حسن بنجلون  والمخرج الإيطالي دانييلي فيكاري.

وبالمناسبة ، أبرز رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري في كلمة له بالمناسبة، انه مباشرة بعدما أنيطت به بمعية مكتبه المسير تدبير الشأن العام المحلي لجماعة تطوان، شرعا في إنجاز برنامج عمل الجماعة للفترة الانتدابية الحالية 2021-2027 ، إذ بعد التدقيق في مقومات ومؤهلات المدينة وموقعها في محيطها الجهوي، تم الرهان على الفعل الثقافي، الذي يشكل عنصر قوة للمدينة وركيزتها الأساسية لاحداث قفزة تنموية حقيقية، وهو ما تجسد فعليا من خلال دعم الجماعة الكلي للانشطة الفنية والثقافية، والتي أعادت الوجه الحضاري المشرق للمدينة.

وأكد رئيس جماعة تطوان أن مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط لحظة فارقة في الحياة السينمائية بالمغرب، لان بلادنا كانت لا تتوفر سوى على مهرجان السينما الافريقية بخريبكة، قبل أن تتعمم المهرجانات السينمائية على الصعيد الوطني، كالمهرجان الدولي للسينما بمراكش زالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة والمهرجان الدولي لفيلم المرأن بسلا ومهرجان أكادير للسينما والهجرة والمهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس…

وأضاف السيد البكوري أن تطوان شكلت على مدى عقود الريادة الوطنية في إشاعة الثقافة السينمائية محليا ووطنيا ودوليا، حيث ساهم هذا الفعل السينمائي في إبراز الوجه المشرق للحضارة المغربية، مما يضع على كاهل مسؤولي المهرجان أعباء مضاعفة للحفاظ على استمرارية المهرجان وتميزه.

وأشار السيد مصطفى البكوري أن 27 دورة مرت بكل تفاصيلها وصعابها المتعددة، ولكن نضالية المشرفين على المهرجانساهمت في بقائه حيا، ليبقى هذا المهرجان جزءا من موروث المدينة ، والحفاظ على استمراريته ليس مسؤولية المشرفين عليه فقط، بل مسؤوليتنا جميعا، كل من موقعه، الشيء الذي يدفعني كرئيس لجماعة تطوان توجيه نداء صادق لكل الفاعلين الاقتصاديين بالمدينة للعمل على دعمه ماديا ومعنويا.

وختم الرئيس كلمته بالتأكيد على أن إختيار سينما البحر الأبيض المتوسط كأسم لمهرجان تطوانساهم بشكل قوي في إبراز الانتماء المتوسطي للمغرب، بعد أن كان مغيبا، وتجسد بشكل أقوى في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والتي تغيرت في عهد جلالته معالم الواجهة المتوسطية لبلدنا نتيجة الاستثمارات الضخمة التي رصدت للمنطقة.

وفي سياق متصل قال الكاتب العام لمهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط محمد الهاني، أن الحضور الكثيف وإهتمام مسؤولي المدينة بهذا الحدث السينمائي يؤكد أن هذه التظاهرة السينمائية تستحق أن نلتف حولها ونجعلها ترتاد أفاقا جديدة وغنية خاصة في هذه اللحظة الإنسانية التي نجتازها والتي تتسم بقدر كبير من الارتباك، إذ يخترقها العديد من الحروب والكوارث الطبيعي، مبرزا، أنه في هذه اللحظات يتدخل الفن ليمنحنا بعض من التوازن ويجعلنا نحافظ على قدرتنا وحقنا في الحلم.

وأضاف الهاني أن السينما مظهر رئيسي من مظاهر الحداثة ولها إرتباط وثيق بالتحضر، إذ لا يمكننا أن نتصور مدينة بدون قاعات للسينما وبدون مهرجانات ننتظرها بشغف وتجعلنا أكثر إقبالا على الحياة.

مشددا في ختام كلمته أن مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط ليس ترفا بل هو ضرورة، ولحسن تظاهرتنا فإن مؤسسات الدولة والمجالس المنتخبة في هذه العهدة الجديدة مقتنعة بفكرة المهرجان وتصاحب القائمين عليه بكل مسؤولية، لان المهرجان هو مهرجان مدينة تطوان ومهرجان جهة الشمال ومهرجان الجمهور الذي يتابع فعالياته بشغف واهتمام دائمين.

وعرف حفل الافتتاح تقديم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لفئة الأفلام الطويلة والتي يرأسها المخرج التركي زكي دميركوبوز، إلى جانب كل من الممثلة الإسبانية آنا إكوبالزيطاوالمخرجة وكاتبة السيناريو المصرية هالة خليل، إضافة إلى الناقدة السينمائية والكاتبة الفرنسية ندى الأزهري وأستاذ تاريخ الفنون البصرية الإيطالي فاليريو كاراندو.

أما لجنة النقد التي تحمل إسم الناقد المغربي مصطفى المسناوي الذي وافته المنية سنة 2015، فتتشكل من  الناقدة والمخرجة المصرية صفاء الليثي، و الناقدة ورئيسة جمعية الكتاب السينمائيين بالأندلس لورديس بلاسيوس، والناقد السينمائي والسيناريست المغربي أحمد بوغابة.

أما لجنة تحكيم فقرة محترفات مهرجان تطوان، فتتكون من المنتج والمدير السابق للمركز السينمائي المغربي صارم الفاسي الفهري، والمخرجة والممثلة ليديا زيميرمان والمنتجة والسيناريست ياسمينة نيني فوكون والممثل ومدير التصوير جلال الزاكي.

وعلى إمتداد أسبوع وإلى غاية 10 من مارس الجاري، سيتنافس لنيل جائزة الفيلم الطويل وجائزة النقد، التي تحمل اسم الكاتب والناقد السينمائي المغربي الراحل مصطفى المسناوي، 12 فيلما جديدا جرى إنتاجها خلال السنتين الأخيرتين، ويتعلق الامر بكل من “ظلمة”  للمخرج الصربي دوشان ميليش و”علم” للمخرج الفلسطيني فراس خوري و”أسماك حمراء” للمخرج المغربي عبد السلام الكلاعي و”نزوح” للمخرجة السورية سؤدد كعدان، إضافة إلى شريط “رامونا” للمخرجة الإسبانية أندريا بانيي و”مكان آمن”  للمخرج الكرواتي جوراج ليروتيتش “القرنفل” للمخرج التركي بكير بلبل.

ويتنافس على جوائز المهرجان أيضا، أفلام “السد” للمخرج اللبناني علي شري و”صيف في بجعد” للمخرج المغربي عمر مول الدويرة، و”شتنبر” للمخرجة الإيطالية جوليا لويس ستيكروالت إضافة إلى “عند الدخول” للمخرج الإسباني خوان سباستيان فاسكيز أليخاندرو روخاس و”بركة العروس” للمخرج اللبناني باسم بريش.

كما تقدم النسخة 28 من المهرجان مجموعة من الأفلام المندرجة ضمن فقرة خفقة قلب، إضافة إلى الأفلام المتبارية في إطار المسابقة الرسمية، ويتعلق الأمر بأفلام  “حمى البحر الأبيض المتوسط” للمخرجة الفلسطينية مها حاج و”جزيرة الغفران” للمخرج التونسي رضا باهي و”الجبال الثمانية” لشارلوت فاندرميرش وفيلكس فات كروينينجن من بلجيكا، إضافة إلى “الحدائق المعلقة” للمخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي و”أسوء العناصر” لرومان جيري وليز أكوكا من فرنسا.

كما سيعرف المهرجان تنظيم ندوة بعنوان “الرقمي، الإيتيقي، الجمالي” تسيرها الناقدة وكاتبة السيناريو الجزائرية الفرنسية نادية مفلاح، بمشاركة الكاتبة يارا يانس والأستاذ والباحث محمد اولاد علا والناقد السينمائي والباحث طارق بن شعبان وأستاذ الدراسات السينمائية دافيد روش. وسينظم المهرجان مائدتين مستديرتين، الأولى بعنوان “السينما المغربية اليوم: إمكانات ومفارقات”، يديرها الناقد والمترجم عبد اللطيف البازي العمراني ويشارك فيها بمداخلة كل من الصحفي والناقد محمد جبريل والباحثة في المجال السينمائي ليلى الشرادي والأستاذ الجامعي أنوار أوياشي.

ويشارك في المائدة الثانية في موضوع “جون لوك كوادر، صدى البحر الأبيض المتوسط” كل من المخرج والمنتج علي الصافي والصحفي والناقد السينمائي سعد شكالي والأستاذ الجامعي عبد الكريم الشيكر، كما سيتضمن البرنامج توقيع كتاب عن  فيلم ‘’أحداث بلا دلالة ‘’ للمخرج مصطفى الدرقاوي، بحضوره إلى جانب مؤلفة الكتاب الكاتبة ليا مورين و الناقد و الإعلامي احمد بوغابة.

وإنتصارا لمبدء التجديد، فإن مهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط سينظم خلال هذه الدورة ورشات جديدة مخصصة للمخرجين وكتاب السيناريو الشغوفين بالفن السابع، والتي ستتوج بجوائز ومكافآت، أما النشاط الثاني، فيتمثل في تنظيم إقامات احترافية لمساعدة المبدعين المتوسطيين الشباب على إنجاز مشاريعهم، والانطلاق في عالم السينما وممارستها كمهنة، كما سيعرف المهرجان تنظيم حدث جديد أطلقت عليه إدارة المهرجان “أيام تطوان للصناعة السينمائية” الذي سيضم موزعين ومنتجين وأصحاب مشاريع متوسطيين.

وعلى هامش فعاليات هذا الفعل السينمائي، سيتم تنظيم أربعة عروض سينمائية لأفلام مغربية متنوعة لفائدة نزلاء السجن المحلي بتطوان (الأحداث والسجينات والسجناء) وكذا السجناء الاسبان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.