هل الدكتور الفائد تغير؟
يوسف بلحداد
هناك بعض القضايا لا يمكن أن تفهمها إلا بالتذكير بأصل القصة. في بدايات الألفين، كان يحضر الفايد إلى مدرجات الجامعة، وكانت له قدرات مبهرة يتكلم أكثر من ساعة، أمام حشد جماهيري كبير جدا. وهل تعتقدون أن شخصا مختصا في التغذية يستطيع ذلك؟ نعم، بشرط ان يكون خطيبا. الفايد هو خطيب فصيح، له قدرة على ارتجال الكلام، وله سرعة رهيبة في الحديث لا يتلعثم، وله قدرة على استدعاء معلومات دقيقة جدا. عليكم أن تتخيلوا معي شخصا بمواصفات خطابية مبهرة، ويضيف إليها، أن يتكلم في التغذية، لكن الإضافة النوعية، من منظور “إسلامي” يواجه “العلمانية”. يعني هناك كل مواصفات الإثارة في خطاب الفايد، ويستند على عنصر رهيب في حشد الناس “التخويف”. كنت إذا سألته حول مبالغاته في الحديث عن التغذية التي تؤدي إلى السرطان، يقول بالحرف: خصني نخلع الناس باش يبعدو على هذا النوع من الأكل. بمعنى أنه خطيب خطير جدا. بكل تواضع خذوا مني هذه القاعدة، إذا رأيت عالما او باحثا تحول إلى خطيب، فشككوا في مضامين خطابه، لأن همه الجمهور، وليقول الحقيقة، تتطلب منه حديثا علميا هادئا وهذا لا يجمع الجمهور، التعقيد يكرهه الجمهور. في نظري الفايد لم يتغير نهائيا. بقي كما هو خطيبا مفوها، له قدرات رهيبة في التأثير، واصبح بارعا في وسائل التواصل الاجتماعي، وله قدرات رهيبة في الإضحاك، وقد كان يمتع الجماهير الطلابية بقفشاته. وبالمناسبة لم ينحز الفايد لأي اتجاه، هو يعبر عن آرائه، والتيارات الدينية، كانت تستفيد منه وهو يستفيد منها. شخصيا، أعتقد أن ما يقع شيء عادي جدا. نحن الآن مع الفايد في زمن التواصل الاجتماعي. أما من يعرفه حقا واستمع لخطاباته منذ زمان، فخطابته تتميز بالمبالغات، والتخويف. وأقول إن هؤلاء الذين خرجوا لمواجته لن يستطيعوا هزمه في الخطابة والبولميك والقفشات راه سبيطاااار مكيتقداش. رااااه الفايد نسخة من سعيد بنجبلي حين رأيته أول مرة في كلية الشريعة بفاس. الموهيم غير كحزو اللور وتفرجو واستمتعوا. أما العلم الحقيقي سواء كان إنسانيا أم الشرعيا فمنابعه معروفة، ومنابعه ليست في وسائل التواصل الاجتماعي.