جريدة ورقية إلكترونية تهتم بأخبار المغرب

كم أحببت هذا ال”بلال”!! (في رثاء عزيز )

 

كتب :يوسف بلحسن

…يومها ركبت حافلة إلى شفشاون، توجهت كعادتي بدون برنامج مسبق ، فقط خرجت هربا من “ضيقة روحية “و مرحلة كانت صعبة من “حديث نفس “. توجهت إلى “وطاء الحمام” ملاذي وعشقي كلما حللت بين “الزرقاء”، هناك وجدت ال”بلال” يحتسي كأس شاي ..ترحيب ..عناق.. جلوس .. قال لي :”هيا لنصلي الظهر في مسجد الزاوية ، اليوم عندهم ذكر وقرءان وصدقة….،”
كان كمن علم بحالي دون أن أحدثه عن حاجتي إلى تلك الأمكنة المقدسة التي تعطيك دفعة وأملا …هناك في المسجد تلونا ما تيسر من قرءان وأذكار وأخدنا حقنا من الوليمة …
هذا هو المرحوم بلال اليزيد، عاشق الجبال وأحد أكبر المدافعين عنها في المغرب كله نعم هو كذلك ، لا يخلو يوم بل ساعة من نهار دون أن يحدث أو ينشر عن قمة جديدة في جبال الشمال وعن برنامج مسطر لولوج ممر جبلي جديد وعن مشروع لوضع لوحة تعريفية جديدة في قمة لم نسمع بها من قبل ..
بلال هو ذاك التنزيل الحقيقي لمفهوم حب الطبيعة ، هو أيقونة يجب ان تخلد لإنسان عشق جبال وطبيعة وطنه فهام وضحى بوقته وماله من اجل ذلك .
بلال هو الشخص الذي لا اعرف له عدوا ولا شخصا يكرهه.
بلال هو المرشد رقم واحد لكل عاشق لجبال الريف بمنطقته.
هو الانسان الذي يمكنك أن تناديه في أية ساعة من اي يوم لتجده معك مستعدا لارشادك ومصاحبتك في رحلتك الجبلية. لذا ليس غريبا ان يكون اسمه معروفا في المغرب كله وكل الناس تحبه .
أخد بيد سارة يقودها بكل اطمئنان في المنحدر الخطير بعدما تسلقنا الوحش”تيسوكا “ونحن متجهون نحو جبل قمة العباد … معه تحس ان ابناءك في امان بل وانهم سعداء يقضون لحظات جميلة رغم خطورة القمم… وكيف يمكن ان تنسى” سارة وخاي محمد وبوجول “.. طبخة البيض” الفاسد “في قمة الشويحات مع طاجين البيصار وكاس الشاي المعد على المرتفع ؟؟
بلال يساعدك في خلق السعادة ويشاركك اللحظات، تنظر الى وجهه (وانا صاحب “فراسة” )فترى النية مجسمة وصفاء القلب وتتفحص عينيه فلا ترى الا الأخلاق العالية وغياب لأية نظرة خيانة ،هو ثقة ومروءة وعزة وأنفة ووجه بشوش ورغية في المزحة مع الكل ، وسعة صدر مع المتأخر والثقيل والعاجز ، يحمل ثقلك ان ثقل عليك ويملأ فسحتك بحديثه الشيق “وبنكهته “الجبلية.
هو العون الذي يعتمد عليه (بين اخرين )ادا تلف خط السير لاي فرد غريب وسط الجبال واحتاج للمساعدة في منتصف الليل او في جو ممطر زلق خطير .
بلال الكريم أهداني قمة جبلية نعم نعم نعم ، بلال وفي مزحة راقية مسجلة وموثقة هههه اهداني قمة جبل العباد وقال في المرتفع وبالشهود ” هذه هدية للسيد العامل دمرتين هههه.
بلال يعرف صدقا حق الصداقة يستمر في مراسلتك عبر الواتساب ويمدك بكل جديد عن الرحلات ويزكي مراسلاته بادعية واذكار واخرها كان كمن يودعنا… رحمه الله .
بلال رياضي بشكل منفرد بل هو ظاهرة ونموذج لاولادنا ، يمتطي دراجته(بمعية اصدقاء اخرين نحبهم وسنذكرهم في مقال اخر ان شاء الله ) ويقطع بها ارض الوطن من شماله الى الكركرات ويعود بنفس الحماس ولا عجب ان يلقبه الاصدقاء بالبطل العالمي بانتاني. .
احببنا بلالا. وصدمنا لموته المفاجىء اثر حادثة سير. بدراجته في. طريق شفشاون .والحمد لله على كل حال .
ومع بلال مات صديق اخر عزيز علي كذلك. .سعيد.
ذاك الانسان الذي لن انسى كرمه علي عندنا حملني ذات يوم فوق دراجته النارية sanya لنطوف جبال الخزانة وباب برد. في رحلة شيقة ممتعة بعدما اكرمني بغداء رائع في الدردارة (.سمك شرال واللوبيا)
سعيد رحمه الله له قبول ومحبة وكنت أمني النفس بلقاىه مرات اخرى. ولكن قدر. الله سبق. .اللهم لا اعتراض .
رحل الصديق بلال وترك غصة في النفس. ظهرت علاماتها في كل صفحات الفايس عبر الوطن كله .
اعتقد انه من واجب كل الاصدقاء التفكير في. حفل تأيين وتكريم واحتفاء وترحم على بلال وسعيد .
حفل يجمع عشاق الطبيعة والوطن من مختلف الجهات .
رحم الله الصديقين العزيز بلال. وسعيد واسكنهما فسيح جناته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.