جريدة ورقية إلكترونية تهتم بأخبار المغرب

من قدماء القاضي عياض

ذ/البشير المسري

أصدر مؤخرا الصديق العزيز الأستاذ مصطفى حجاج باكورة أعماله الأدبية بعنوان (نبش في الذاكرة).
لهذه المناسبة السعيدة، يسرني ويشرفني أن أعيد نشر السيرة الحياتية لهذا الرجل المحترم المحبوب عند الصغير والكبير والخاص والعام.
ومعلوم أنني كنت نشرت في سنة 2011 كتابا في أكثر من 400 صفحة، ضمنته السير الحياتية لعدد من رجال تطوان البارزين، من ضمنهم الأستاذ مصطفى حجاج.

مصطفى حجاج
المحتفي بأصالته التطوانية
يجد القارئ في عمود « واحد من الناس »، الذي ينشره الأستاذ مصطفى حجاج بانتظام في جريدة « تمودة تطوان » قدرة فائقة على اقتناص طرائف من واقعنا المعيش، ورغبة في تقويم المعوج بالحكمة والموعظة الحسنة.
محمد المعلمي
(مفتشف اللغة العربية )
+ كانت ولادته في حي المطامر بتطوان، يوم 28 يناير سنة 1946.
+ تربى في محيط ديني محافظ .
+ دخل صغيرا إلى مسيد الفقيه الصروخ، المشرف على زاوية سيدي علي بن ريسون، حيث حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، وألم بمجموعة من المتون، كمتن ابن عاشر والأجرومية.
+ كما رسم له والده طريق الكتاب، ليحفظ كتاب الله ويرتله ترتيلا، واصل السير به في هذا المسار، فسجله في المعهد الديني، الذي كانت الدراسة به إبان خمسينات القرن العشرين، تتم على نمط التعليم في الأزهر والقرويين.
+ في مستهل السنة الدراسية 1966) ـ(1967، التحق مصطفى حجاج بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس، ليضطلع ـ بعد تخرجه ـ بمهنة التدريس في الثانوية المحمدية بالقصر الكبير، ثم بثانوية القاضي عياض بتطوان بعد ذلك.
+ خلال مشواره في حقل التدريس، تولى العديد من المهام. منها مهمة الإرشاد التربوي، منسق مادة اللغة العربية، مكلف بإلقاء الدروس التجريبية… ويشهد له المتخرجون على يديه، بطول باعه في التدريس، والتوجيه والتربية.
+ لم يمنعه التقاعد من متابعة نشاطه في الحقل الديني، فهو بحكم تربيته ومرافقة والده، السي الطيب حجاج لحضور مجالس الذكر في الزاوية الكتانية، استجاب لفقراء هذه الطريقة ومريديها، حين اجتمع رأيهم على تعيينه ناظرا وتعيين أخيه عبد الواحد حجاج مقدما.
+ عشق العمل الجمعوي التطوعي، فانخرط في جمعية تطاون أسمير، لأن اتجاهاتها واهدافها تتوافق وأهدافه واتجاهاته، فكلاهما يؤمن أشد الإيمان بحتمية المحافظة على الهوية التطوانية، مع العمل على تطوير إشعاعها الحضاري العريق.
+ هو الآن يشغل منصب الكاتب العام لهذه الجمعية العتيدة، التي أصبحت بفضله وفضل زملائه في مكتبها الإداري نموذجا، تحتدي به العديد من جمعيات المجتمع المدني في مختلف مدن المغرب وأقاليمه.
+ استهوته الكتابة مبكرا، ووجد فيها فضاء رحبا للتعبير عن آرائه وأفكاره، متلزما بموضوعية الفكر، ونزاهة المنطق، وسلاسة الأسلوب، والاحتكام إلى الحرية المسؤولة.
+ لمصطفى حجاج عمود يطل منه أسبوعيا على قراء جريدة »تمودة « ، الصادرة من تطوان، تحت عنوان دال هو “واحد من الناس”.هذا العمود أصبح من الأعمدة الثابتة في هذه الجريدة المحلية، يرسم فيه صورة لنموذج من النماذج الاجتماعية، قد يكون مثالا في النزاهة، مثلا، أو قد يكون آية في الخسة والنذالة. يذيل مصطفى حجاج صورة ذاك الواحد من الناس بتعليق أو تساؤل أو استغراب أو استنكار أو دعاء أو ما يناسب المقام.
+ يمتاز أسلوبه في الكتابة بالاختزال، والتعبير عن الفكرة بواسطة الجمل القصيرة، والقبض على الامتدادات غير الظاهرة لموضوع عموده، مع التزام الدقة في طرح الإجابة ووضع السؤال.
+ معروف عن مصطفى حجاج حرصه الدائم على قراءة المؤلفات والمصنفات التي، تعالج تاريخ مدينة تطوان قديما وحديثا. لذلك فهو من القلائل الذين يتوفرون على معرفة غزيرة بالأصالة التطوانية، ومن المحافظين عليها في سلوكه وحياته اليومية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.