معاناة الأطر التعليمية بتطوان تحت وطأة العنف مدرسة أحمد بوكماخ بتطوان نموذجا
نورالدين الجعباق / الحياة الشمالية
في حادثة مؤلمة تعكس التحديات التي يواجهها العاملون في القطاع التعليمي، تعرضت مديرة مدرسة أحمد بوكماخ بتطوان يوم 11 شتنبر لاعتداء لفظي وجسدي من طرف أحد أولياء الأمور. الواقعة وقعت داخل مقر إدارة المؤسسة، حيث قام الأب بالتهجم على المديرة بشكل مثير للقلق، مما أدى إلى حالة من الرعب والهلع بين الطاقم التربوي والأعوان العاملين بالمؤسسة.
هذا الاعتداء يأتي في وقت يشهد فيه التعليم الكثير من الضغوط والتحديات، حيث تتزايد حوادث العنف ضد الفاعلين في المجال التعليمي. ويُظهر هذا الحدث الحاجة الملحة إلى تعزيز إجراءات السلامة داخل المدارس وتوعية أولياء الأمور حول أهمية التعاون مع الإدارات التعليمية بدلًا من اللجوء إلى العنف.
وأكدت مصادر مطلعة أن السلطات المختصة فتحت تحقيقًا في الواقعة، أسفر عن تقديم المعتدي في حالة سراح، مما أثار استياءً واسعًا في صفوف المجتمع التعليمي والآباء. حيث اعتبر الكثيرون أن التعامل مع مثل هذه الحالات يجب أن يكون صارمًا لحماية القيمين على التربية والتعليم وضمان أجواء آمنة للتلاميذ والعملية التعليمية بصفة عامة.
كما أكد السيد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتطوان على حرصه الشديد في تتبع مسار القضية والوقوف على ملابساتها، حيث أعرب بالموازاة مع ذلك على تضامنه المطلق مع الأطر الإدارية والتربوية بالمديرية.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية الوطنية قد قامت بسن عدة قوانين تهدف إلى حماية العاملين في القطاع، ولكن الواقع يثبت أن هناك فجوة كبيرة بين الإطار القانوني والواقع العملي في المؤسسات التعليمية. يتطلب الأمر توحيد الجهود من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الآباء والمجتمع المدني، لوضع حد لمثل هذه الممارسات السلبية.
و يبقى التساؤل قائمًا: كيف يمكن للمجتمع أن يساهم في تغيير الصورة النمطية للعنف تجاه التعليم ويضمن بيئة مدرسية آمنة للجميع؟ إن تعزيز الحوار والمشاركة الفعالة بين أولياء الأمور والمدرسين هو الخطوة الأولى نحو تحقيق ذلك.