مستشفى سانية الرمل بتطوان فضاء للمٱساة والمعاناة الداخل مولود والخارج معطوب
تطوان : الحياة الشمالية
حسن لعشير
أصوات صارخة ، بكاء، احتجاجات أهالي المرضى , شكاوى بالجملة, تستقبلك وأنت أمام المدخل الرئيسي بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان, إذ لا يمكنك أن تسمع هنا سوى أصواتا في زخم كبير بين مريض وجريح وأهاليهم ، يعبرون عن الاستياء والتذمر من الوضع الكارثي لهذه المؤسسة الاستشفائية العمومية ، التي باتت تمثل محنة مشتركة تتقاسمها جيوش من المرضى يطالبون بحقهم في التطبيب والعلاج، وأطر طبية وإدارية عاجزة ، لم تستطيع تلبية حاجيات المرضى الذين دعتهم الضرورة الولوج إلى هذه المؤسسة الاستشفائية العمومية ، مئات المرضى والمصابين، سواء بقسم المستعجلات وأمام مكاتب الأطباء والأقسام المختصة، أضحى هذا الوضع يخلق ضغطا كبيرا على نفسية المرضى وعائلاتهم، الذين يتجرعون مرارة هذه الأوضاع الكارثية، التي أقل ما يمكن القول عنها أنها “مأساوية وصادمة”.بكل المقاييس ،وفي زيارة ميدانية قامت بها جريدة ” الحياة الشمالية ” الى هذا المستشفى للاطلاع عن الأوضاع الصحية ومدى انسجامها مع متطلبات المرضى ، حيث عبر
عدد من المرضى الذين التقت بهم “ الحياة الشمالية ” داخل المستشفى¾، عن النقص الحاد في الموارد البشرية، من أطر طبية وشبه طبية، بالإضافة إلى قلة المعدات والأدوية الاستعجالية الضرورية،
ناهيك عن الزبونية والمحسوبية التي فاقت طبيعة مؤسسة استشفائية عمومية ، والفساد الذي تظهر تجلياته في تلقي إطارات طبية للرشوة مقابل موعد لإجراء عمليات جراحية مستعجلة.
وقال أحد المرضى، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن “الوضع الكارثي الذي ارخى بظلاله على مستشفى سانية الرمل بتطوان، سواء بالمستعجلات أو قسم الولادة والجراحة ، مما جعله عاجزا عن استقبال المرضى والمصابين من الطبقات المعوزة والفقيرة، الذين يقصدون هذا المستشفى العمومي اليتيم بمدينة تطوان، أملا في تلقي العلاج بأقل تكلفة ممكنة، إلا أنهم يصطدمون مع واقع يضاعف من معاناتهم الصحية والنفسية والمالية. منها طول مدة المواعد التي يتحكم فيها موظف يدعى بوبكر ، حيث توجد طوابير من المرضى وأهاليهم أمام الشباك يرغبون في موعد طبي قصد العلاج ، فيواجه معظمهم بالرفض بذريعة عدم وجود طبيب متخصص ، ( مثلا ما يتعلق بقصور أمراض الكلي ) ،وما يزيد من معاناة هذه الطبقة المستضعفة، حسب تصريحات بعض المرضى ” انه لا يمكنك أن تطالب بالعلاج دون أن يكون لك وسيط يسهل عليك المأمورية ويفتح لك العلاقة مع الطبيب الذي تحتاجه، حتى تتمكن من إجراء الفحوصات والتحليلات التي تكلف خارج المستشفى العمومي المال الوفير ,
مواطن آخر أكد أنه تعذر عليه تحديد موعد مع طبيب اختصاصي بالمستشفى ذاته ، من أجل إجراء عملية جراحية، إلا أنه تمكن من ذلك حين التجأ لأحد السماسرة، الذي تكفل بكل الإجراءات، بما فيها الكشوفات الطبية والصور والعملية، مقابل مبالغ مالية دفعها مسبقا، وهي نفس السلوكات المشينة التي تتكرر بالواضح يوميا بقسم الولادة.ومن المشاكل التي تحدث عنها الجميع، التعطل المستمر لأجهزة الراديو والسكانير، حيث تظل هذه الأجهزة معطلة لشهور بالنسبة المستضعفين ، حيث قال أحد المرضى ان الموظف المكلف بتحديد المواعد لانجاز الصور بالراديو والسكانير الذي يدعى بوبكر يواجه المستضعفين بأن جهاز الراديو ظل معطل عن العمل طيلة مدة سنة , ولم يتم التدخل لإصلاحه ، وهو ما جعل العديد من المرضى يعتقدون أن الأمر متعمدا ويتم بتنسيق مع المختبرات الخاصة التي تستفيد من هذه العملية, وفي تصريح لٱحد المرضى للجريدة ، انه دعته الضرورة الولوج إلى مستشفى سانية الرمل قصد علاج أمراض الكلي ، لكنه لبث في المستعجلات من الساعة السابعة مساء الى التاسعة صباحا في انتظار طبيب متخصص في المسالك البولية وأمراض الكلي ، لكنه غير موجود ودون حلوله المستشفى ، ما يؤشر على الاستخفاف بالارواح والاستهتار بالمرضى بهذا المستشفى الإقليمي بتطوان .
[08:26, 09/12/2023] حسن لعشير. صحفي: طنجة : جمعيات مدنية وهيئات نقابية تحذر من عواقب اغلاق مستشفى محمد الخامس بدعوى الاصلاح على خلفية تفويته للقطاع التجاري