الملتقى الثالث للحضارات المتوسطية الأندلسية بتطوان
عرفت مدينة تطوان على مدى يومين 23/24 فبراير الجاري تنظيم ملتقى الحضارات المتوسطية الأندلسية” في نسخته الثالثة، تحت شعار:” تطوان الصويرة ، تاريخ ـ ثقافة وذاكرة مشتركة في صلب الحداثة الاجتماعية بالمغرب.
المنظم من طرف جماعة وعمالة تطوان وجامعة عبد المالك السعدي ومؤسسة “تمغربيت”، وبشراكة مع جمعية “الصويرة موكادور” التي يرأسها أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ومركز الدراسات والأبحاث في القانون العبري بالمغرب ببيت الذاكرة بالصويرة.
وقد انطلقت أشغال هذا الملتقى بقاعة الكبرى لعمالة تطوان بتقديم كلمات رسمية لكل من عامل إقليم تطوان عبد الرزاق المنصوري ورئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري ورئيس جامعة عبد المالك السعدي ورئيس جامعة محمد الخامس بالنيابة فريد الباشا ، عبد الله أوزيطان رئيس مركو الأبحاث والدراسات في القانون العبري بالمغرب ببيت الذاكرة بالصويرة .ثم مداخلة أندري أزولاي.
ويرمي هذا الملتقى حسب البرنامج المسطر له ،الى مجموعة من النقاط: اعلان عن جامعة الثقافية بتطوان الصويرة، باعتبارها مشتل جديد له أهمية كبرى للمعرفة والتجديد الثقافي في حماية وصون مقومات الهوية الوطنية، في إطارها المتعدد والمتنوع، من أجل مستقبل يبنى على التبادل الثقافي مثمر بين المدينتين وينفتح على العالم بتقديمه الجانب التراثي الحضاري للمغرب، وتسليط الضوء على صلاتها وعلاقتها بالأعراف الثقافية والمجتمعية، من خلال تعزيز التحرر، والاحترام المتبادل للثقافات ودعم الابتكار، والتي سيتم التوقيع عليها خلال افتتاح مهرجان تطوان روح الأندلس في شهر مارس المقبل.
كما تم الإعلان عن توأم بين جماعة تطوان وجماعة الصويرة، وتشكل هذه التوأمة بعدا حضاريا جديدا وشراكة غير مسبوقة بين المدينتين، وتجعلان منهما ذاكرة مشتركة قوية وفضاء حقيقيا للتعبير عن القيم الكونية. انسجاما مع تاريخ المملكة المغربية العريق ، والذي تمكن من إنتاج هوية مغربية متميزة بأثرها الحضاري والإنساني والثقافي والعمراني، التي تشربت من العديد من الروافد الثقافية المتوسطية والمشرقية عبر الزمان.
وخلال كلمة رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري أكد فيها “أن تطوان عبر تاريخها العريق، شكلت ملتقى للحضارات المتوسطية، والمحافظة الأمينة على التراث الأندلسي المتفرد، وهي المدينة التي جسدت السلام والمحبة والتعايش المشترك بين كل مكوناتها. وبهذا الإرث الكبير والمتميز، جعلها تصنف من قبل منظمة اليونسكو، كتراث عالمي إنساني وجب الحفاظ عليه، ثم تصنيفها من قبل المنظمة ذاتها، كمدينة مبدعة في مجال الصناعة التقليدية والفنون الشعبية، وسيرا على هذا النهج أصبحت أول جماعة بالمغرب من بين 1503 جماعة على الصعيد الوطني، تنضم لشبكة الحكومات المنفتحة.
ثم كلمة لرئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، الذي اعتبر أن الجامعة الثقافية تطوان ـ الصويرة ستشكل آلية لتلقين التراث الثقافي العريق للمغرب عموما، وللمدينتين اللتين تتميزان برصيد ثقافي كبير بشكل خاص، للباحثين والطلبة والتلاميذ، إلى جانب جعل التراث الثقافي للمملكة المغربية، والممتد لآلاف السنين، موضوعا للبحث الأكاديمي و القضايا ذات الصلة بالحوار بين الثقافات والأديان، وتعزيزها من خلال منظور القيم العالمية، إلى جانب تحليل التحولات الاجتماعية والثقافية والتاريخية.
وفي مداخلة عبد لله أوزيطان الرئيس مركز الدراسات والبحوث في القانون العبري بالمغرب وعضو الجامعة الثقافية تطوان – الصويرة، ، أن إطلاق الجامعة هو مشروع كبير يكرس مركزية الثقافة في مشروع الشراكة القائم بين المدينتين، وأشار أن إطلاق هذه الجامعة جاء في إطار فعاليات الملتقى الثالث للحضارات المتوسطية الأندلسية الذي نشهد انطلاق مشروعه اليوم.
وفي كلمة أندري أزولاي الرئيس جمعية “الصويرة موكادور” عن بالغ تأثره لزيارته مدينة تطوان مرتين في ظرف سنة واحدة، وبأنه عبر تنقلاته يجد نفسه يشعر أكثر فأكثر بمغربيته وبالراية المغربية الخفاقة في العالم باعتباره الواقع الاجتماعي والوطني، يعزز من خلال منظور القيم العالمية، إلى جانب تحليل التحولات الاجتماعية والثقافية والتاريخية.
في حين صرحه للمنابر الإعلامية: أن هذا المشروع يعبر من المشاريع الثقافية للجيل الجديد بين مدينتي الصويرة وتطوان يجسد طموحا وطنيا متجذرا بشكل عميق على أسس وطنية يمثل هويتنا والحداثة الثقافية والاجتماعية للمغرب، وهو مشروع يزيد من دخل إلى محتوى الطموح بالتعاون بين المدينتين وهو مشروع أرسينا أسسه منذ سنة .
معربا عن سروره لحضور حفل إطلاق هذا المشروع الرامي إلى ضخ مزيد من المحتوى والطموح في التعاون بين مدينتي تطوان والصويرة.
وفي الختام أعلن رئيس الجامعة إعلان عن إطلاق مشعل الجامعة الثقافية تطوان الصويرة، في إطار الشراكة بين جامعة عبد المالك السعدي، وجماعة تطوان، وجمعية الصويرة موكادور، ومركز الدراسات والأبحاث في القانون العبري بالمغرب ببيت الذاكرة بالصويرة، ومؤسسة تمغربيت. التي ستهتم حسب المنظمين بالدراسة والبحث في القضايا ذات الصلة بالحوار بين الثقافات والأديان، وتعزيزها من خلال منظور القيم العالمية، إلى جانب تحليل التحولات الاجتماعية والثقافية والتاريخية، ، كما تهدف أيضا إلى تسهيل وتشجيع التعرف على المتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية والتعليمية، وإبراز قيمة الثقافة كرافعة وداعمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والمساهمة في فهم القيم .
وعرف اليوم الثاني جلسة عمل بمقر جماعة تطوان الأزهر ” القديمة ” بين الوفد الممثل للمدينتين والاطلاع على مجموعة من الوثائق والصور تعود الى فترة القرن الماضي كما تم القيام بزيارات ميدانية تشمل المحطة الطرقية القديمة، وشارع محمد الخامس والموقع الأثري المطامر والقصية الأثرية .
متابعة نورالدين الجعباق