مدرسة الخوارج الإرهابية التكفيرية
الصادق العثماني / البرازيل
في الوقت الذي يبدأ المسلم يرى نفسه بأنه هو أعبد الناس وأفضلهم وأتقاهم، وأعدلهم..يكون في الحقيقة قد خطى خطوة نحو مدرسة الخوارج الإرهابية التكفيرية، ووضع رجله اليمنى واليسرى معا على أبواب الجماعات المتطرفة، الذين يعتبرون أنفسهم بأنهم هم الجماعة المفضلة عند رب العالمين، والفرقة الناجية من العذاب الأليم ، وما سواهم من المسلمين في ضلال مبين ! وهذا ماحصل للخويصرة مع رسول الله صلى الله عليهه وسلم، بأنه رأى نفسه هو أفضل وأعدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلب منه أن يعدل في القسمة، فقال له صلى الله عليه وسلم : ” ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أعدل..” هنا بدأ التنطع، في الدين، وبدأت بذور اﻹنحراف تنتشر عبر محطات تاريخنا الإسلامي ، وتطورت ونمت هذه البذور الشريرة رويدا رويدا إلي يوم الناس هذا، وكان مؤسسها وزارعها هو “الخويصرة” عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ الْخُوَيْصِرَةُ ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ، قَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ ” . قَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ أًضْرِبْ عُنُقَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” دَعْهُ ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِ ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ , يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ” (رَوَاهُ اﻹمام مسلم) .