جريدة ورقية إلكترونية تهتم بأخبار المغرب

خَفِّفُوا من المجاملات قليلا

الأستاذ أحمد الرندي باحث في علوم التربية

خَفِّفُوا من المجاملات قليلا، اتركوا الناس السيئة تُدرِك بأنها سيئة، لا داعي لكثرة النفاق. أو بَدَلاً مِن تغليف الحقيقة بالمجاملات أو تجنب مواجهتهم، من الأفضل أن يُترك الشخص السيئ ليواجه تصرفاته ويُدرك سلبياته بنفسه. 28/09/2024
وهذا يوضح جليا أهمية الصدق في العلاقات الاجتماعية وتجنب المبالغة في تزيين الواقع، حيث أن كثرة النفاق والمجاملات المُبالغ فيها تُؤدِّي إلى تزييف الحقائق وتشويه التقييم الصحيح للأفراد، مما يُعيق التطوير الشخصي ويُفقد الصداقات قيمتها الحقيقية.
من المهم أن نكون لطفاء في تعاملاتنا، لكن يجب أن نحرص أيضا على ألا يكون اللطف على حساب الصدق. يمكننا توجيه الانتقادات بطريقة لطيفة وبنّاءة دون الحاجة إلى التزلف والمجاملة الزائدة. فبدلا من قول “أنتَ دائما رائع ولا تُخطِئ” يمكن أن نقول ” أنتَ ممتاز في هذا المجال، لكن ربما تحتاج إلى تحسين هذه القضية أو الجزئية”. أو عندما يُقدِّم زميلك في العمل مشروعا يحتاج إلى تحسينات، بدلا من قول “المشروع رائع” فقط بدافع المجاملة، يمكن أن تقول ” أحببتُ فكرتك لكن هناك بعض الجوانب التي تحتاج إلى تعديل لتكون أكثر تأثيرا”.
الخلاصة: التوازن بين المجاملة الصادقة والصراحة البناءة هو ما يصنع العلاقات الصحية والمُثمرة. الكف عن النفاق والمجاملات الزائدة أو “الخاوية” يمكن أن يُعزز الوعي الذاتي وأن يُساهم في تحسين العلاقات، حيث يتيح للأشخاص فرصة لمعرفة أخطائهم والسعي نحو الأفضل.
إن كثرة النفاق تُساهم في تمادي الأفراد السيئة في أفعالهم الدنيئة وتفكيرهم القذر وتعميق الهوة بين الحقيقة والخيال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.