سيقوم المغرب بتدريب 5000 شاب للدفاع عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن أن الصحراء مغربية
سعيد المهيني
اشارت صحيفة La vanguardia. ان المغرب يسعى إلى تشكيل جيش من خمسة آلاف مقاتل إلكتروني بمهمته محددة للغاية: الدفاع عن الهوية المغربية للصحراء على جميع شبكات التواصل الاجتماعي. ويهدف البرنامج إلى تدريب “آلاف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 سنة”، والذين سيتم تزويدهم بالمعرفة اللازمة ليصبحوا مدافعين مخلصين عن الصحراء المغربية …
واضافت ان الجهات الحكومية أكدت أن المبادرة لم تأت منها، بل من مختلف الهيئات الشبابية والمجتمع المدني. ويؤكدون أن الإدارة ستقتصر على تقديم الدعم اللوجستي اللازم. وقعت وزارة الاتصال ومعهد الشباب والديمقراطية اتفاقية للتعاون في إطلاق هذه الشبكة من الناشطين السيبرانيين.
حيث يجب على المرشحين اجتياز بعض الاختبارات قبل أن يصبحوا جزءًا من فرقة النخبة هذه في الفضاء الإلكتروني. وسيتم اختيارهم وفقا لسجلهم المدرسي ومعرفتهم باللغات وتكوينهم النظري أو الفني أو المساهمات التي قدموها بالفعل في الدفاع عن الصحراء المغربية. وبطبيعة الحال، فإن الشباب من أصل صحراوي الذين يريدون أن يكونوا جزءا من هذا اللواء من الجنود الأثيريين سيكونون موضع ترحيب خاص.
وابرزت نفس الصحيفة ان وزير الاتصال السابق مصطفى الخلفي اكد أنه لا توجد تعويضات مخططة لمثل هذا التفاني. المصلحة المالية ليست جزءاً من “مشروع المواطن الطموح” هذا، على الرغم من أنه ستكون هناك جوائز للتميز لأولئك الذين يتميزون بإبداعهم وقيمة مشاريعهم.
وسيتلقى من يتم اختيارهم معلومات دقيقة حول نزاع الصحراء، وكذلك حول برامج التنمية الحكومية المختلفة في المنطقة. وسيزود هذا التدريب الشباب بالمعرفة الشاملة للأبعاد التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية والدبلوماسية والديموغرافية للصحراء. وسيستفيد المشاركون أيضًا من تعلم التقنيات المناسبة للتحكم في الشبكات الاجتماعية وبالتالي تحسين مهمتهم لمواجهة كل من ينكرون الوحدة الترابية للمغرب أو مغربية الصحراء.
وشددت الصحيفة ان وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الملاذ الذي تلتقي فيه مختلف قطاعات المجتمع المغربي للتعبير عن أفكارها بحرية. على الرغم من التقدم النظري في مجال حرية التعبير، المنصوص عليه في دستور 2011، فإن الواقع هو أن هناك ثلاث قضايا لا يمكن المساس بها وتتم مراقبتها عن كثب: الملك والإسلام والصحراء.
وسبق ان كشف تقرير حديث للباحثة فاطمة العيساوي، نشرته كلية لندن للاقتصاد، عن الصعوبات الهائلة التي لا يزال يواجهها الصحفيون المغاربة، ووسائل الإعلام المستقلة في ممارسة حقهم في حرية التعبير. وتقول العيساوي إن الإنترنت أصبح الأداة الوحيدة الممكنة للتعبير عن الذات بحرية، وخاصة الفيسبوك.
“يقول جميع الصحفيين الذين تمت مقابلتهم أنهم يستخدمون الفيسبوك للتعبير عن آرائهم بشكل علني، ونشر أعمالهم والتواصل مع جمهورهم”، تكتب العيساوي. وتشير إلى أن “الصحفيين الذين يستخدمون الإنترنت سعياً إلى التغيير الديمقراطي في البلاد أصبحوا أكثر تأثيراً يوماً بعد يوم”.
وخلصت إلى ان السلطات المغربية تدرك @هذه الأهمية، وفي حالة الصحراء فهي على استعداد لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لنشر رسالتها على نطاق واسع. رغم أنه لم يتم حتى الآن تحديد الميزانية المالية التي ستخصص لتشكيل هذا الجيش السيبراني، في انتظار تشكيل لجنة وزارية لوضع اللمسات النهائية على التفاصيل.
يصر الخلفي على أنه “لا يمكن الحديث عن إطار عمل للشباب، لأنه مشروع يولد من الشباب. وتقتصر الإدارة فقط على تقديم الدعم ووسائل معينة. نطلب من المهتمين المشاركة الفعالة في التدريب. لا شيء آخر”.